بيير أميديار مؤسس شركة ابباي العملاقة في مجال التجارة الإلكترونية، قصة نجاح هذا الأسطورة هي قصة مميزة يمكن الاستفادة منها كتجربة بالنسبة لكل إنسان يطمح في تحقيق النجاح المالي في حياته. فمن هو بيير أميديار؟ وكيف بدأ وحقق نجاح عالميا في مجال التكنولوجيا؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذه المقالة بتفصيل الملل.
قصة نجاح بيير أميديار
من هو بيير أميديار:
في سنة 1967م في 21 من شهر يونيو بالعاصمة الفرنسية باريس ازداد الطفل بيير أميديار من أب وأم إيرانيين. وعندما بلغ الطفل بيير أميديار السنة 6 من عمره انتقل مع عائلته إلى أمريكا وبضبط مدينة واشنطن، حيث استقر معهم هناك.
هواية بيير اوميديار:
برغم من أن أب بيير أميديار كان يزاول مهنة الطب تخصص الجراحة، إلا أن الطفل بيير أميديار كان مهوسا بحب عالم الإلكترونيات والحواسيب. حيث سيعمل على تطوير موهبته هذه لتصبح هي المجال الذي سيحقق فيه نجاحا باهرا في مستقبله.
مستوى تعليمه:
مما لا شك فيه أن لتعليم دور مهم في حياة كل عبقري، لذا لم يفرط بيير أوميديار في تعلميه، حيث تلقى تعليمه الثانوي بمدرسة تقع في مقاطعة " ماريلاند"، وفي سنة 1984م سيحصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة " سانت أندروس "، أما في سنة 1988م فسيتخرج بحصوله على شهادة من جامعة " توفتز " في تخصص " علم الحاسوب " مجاله المحبب إليه. وبالتالي فان بيير أميديار لم يفرط في موهبة طفولته ويختار مجالا أخر لدراسة، بل درس المجال الذي بعشقه من الصغر.
أول عمل:
كأي شاب أنهى مسيرته التعليمية بحصوله على شهادة جامعية، يذهب مباشرة إلى سوق الشغل للبحث عن وظيفة. هذا ما فعله بيير أميديار أيضا حيث توجه إلى شركة " أبل " العملاقة في مجال الإلكترونيات واشتغل فيها، وبالتالي هذا سيساهم في اكتسابه الكثير من الخبرة والتجارب مع هذه الشركة الرائدة.
بدايته الأولى:
برغم مما تلقاه في الجامعة من تعليم واكتسبه مع شركة " أبل " من خبرة، إلا أن بيير أميديار لم يكتفي بذلك، لأن الاكتفاء بذلك المستوى من التعليم سيجعله محدود التفكير، بل كان يطور من نفسه وتفكيره كل يوم. حيث كان يواظب على التعليم الذاتي في مجال البرمجة على أجهزة " ماكنتوش "، وقدم مساعدة أيضا في إنشاء برنامج للرسم على الكومبيوتر يدعى " ماك درو".
تأسيس شركة:
لقد كان لبيير أميديار طموحا عاليا ورؤية بعيدة المدى، فبعدما راكم العديد من التجارب واكتسب الكثير من الخبرات في مجال البرمجة، حيث سيقوم بانشاء برنامج يدعى " اي شوب " وهو برنامج إلكتروني، هذا البرنامج سيلفت انتباه العملاقة مايكروسوفت سوفت لقتوم في سنة 1996م بشراءه. وفي سنة 1993م سيقوم بيير اوميديار الى جانب ثلاثة من أصدقاءه بتأسيس شركة لصناعة الحابرات التي توجد في الآلات الطابعة.
دخول عالم التجارة:
بما أن بيير أميديار كان طموحا جدا ومحبا لروح التحدي، سيدخل مجالا أخر يعتبر من أكثر المجالات صعوبة وتعقيدا، إلا أن الذكاء الذي كان يمتاز به سيساعده في تحقيق النجاح في هذا المجال. ويمكن اختزال هذه القصة بالقول: أنه عندما كان بيير أميديار في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية سيلتقي مع امرأة اسمها " باميلا ويزلي " حيث سينتهي هذا الالتقاء طلب بعقد زواج بينهما. وقد كانت مهنة " باميلا ويزلي " هي التجارة في الحلويات. فخطر على بال بيير أميديار فكرة تطوير هذه التجارة من شكلها التقليدي إلى شكل اكثر حداثة، حيث سيقوم بإنشاء موقع إلكتروني يسهل عملية بيع وشراء الحلويات عبر الأنترنت.
موقع ايباي:
الموقع الذي قام بيير أميديار ببرمجة شكل أولي له، هو عبارة عن متجر إلكتروني قام بتطويره فيما بعد حيث اصبح يعمل بالمزايدة والمضاربة على بيع منتوجات الحلوى، وهذا الموقع كان يقدم خدمته بشكل مجاني ولكن نظرا إلى أن تكاليف ذلك الموقع مكلفة " خاصة تكلفة الاستضافة " تم تغييره إلى موقع مدفوع الخدمات، بقيت اللمسات الأخيرة لهذا المتجر في حلتها النهائية حيث تم تسميته باسم " ايباي " مستبدلة لاسم أخر.
نجاح المتجر:
ولأن تكاليف المتجر كانت مرتفعة، فكر بيير طريقة لتمويله، فقام بتطوير فكرة عبقرية وهي أنه مقابل كل عملية بيع أو شراء تتم عبر المتجر، يحصل في مقابلها بيير أميديار على عمولة معينة، هذه المداخيل التي تم تحصيلها يتم في نهاية المطاف توجيهها كنفقة على تطوير وتحسين جودة الخدمات التي يقدم المتجر إلكتروني.
لم تمر سوى ثلاثة سنوات على إنشاء حتى بدأ يحقق المتجر مبيعات كبيرة، حيث زادت المبيعات بنسبة 30 في المئة، مما اضطر معه بيير أميديار إلى تقديم الاستقالة من عمله والتفرغ للتطوير المتجر، نظرا إلى أن عدد زواره زاد بشكل كبير فأصبح الموقع يتعامل في بيع أشياء كثيرة بعدما كان في البداية مخصص فقط لبيع الحلويات.
تطوير موقع ايباي:
بما أن الموقع حقق نجاح مدهشا، وبما أن بيير أميديار قدم استقالته من عمله ليتفرغ لتطوير الموقع وإعطاءه وقته كاملا. قام بيير أميديار بابتكار تقنية جديدة في الموقع وهي الأولي من نوعها في هذا المجال، حيث أتاحت هذه التقنية للمشترين والبائعين على موقع ايباي إمكانية تقييم لبعضهم البعض، وهذه التقنية سوف تثير انتباه مطوري باقي المواقع الأخرى حيث سوف يستلهمونها منه في متاجرهم.
الشهرة العالمية:
بما أن موقع ايباي يعمل بالمزايدة فانه في سنة 1996م قد حقق ما يعادل 250 ألف مزايدة على المنتوجات التي يقدمها المتجر، أما في سنة 1997م سيتضاعف هذا الرقم بشكل مهول جدا في ظرف أقل من سنة، حيث سوف يصل إلى حوالي 2 مليون عملية مزايدة.
وصل عدد مستخدمي موقع ايباي في سنة 1998م إلى حوالي 1 مليون مستخدم، وإدارة الموقع أصبحت تتكون من ثلاثون موظف، أما قيمة المبيعات فقد تخطت 74 مليون دولار أمريكي.
وبمجرد ما بدأ الموقع يطرح أسهم خاصة به للبيع، والتي لاقت طلبا كبيرا أصبح بيير أميديار شخصا مليارديرا، في وقت وجيز.
الأكثر من ذلك أن بيير أميديار بدأ الاستثمار في شركات أخرى، حيث سيقوم موقعه ايباي بشراء موقع " بيبال " أكبر بنك إلكتروني موجود على الأنترنت، وذلك سنة 1996م وتم تعيين السيد " جيفري سكول " رئيسا تنفيذيا لشركة، واصبح الموقع يستثمر في خدمات أخرى كثيرة.
أما بعدا سنة 2010م فقد حلت شركة ايباي في جميع أنحاء العالم، وأصبح عدد موظفين كبير جدا، وأصبحت لها قاعدة من المستخدمين بالملايين والأرباح أصبحت تحصى بمليارات الدولارات.
عراقيل واجهت الموقع:
الموقع لم يعرف طريق إلى نجاح سهلة جدا بدون عراقيل، بل مر من صعوبات وتحديات كثيرة، فمع براعة وذكاء بيير أميديار تمكن من إخراج الموقع وإنقاذه من عدة أزمات حلت به، نذكر منها على سبيل المثال في سنة 199م حيث توقف الموقع فجأة عن العمل لمدة اقتربت من يوم كامل، كان هذا التوقف بمثابة مصيبة كارثية حلت بالموقع، فقام بيير أميديار ببراعته وحنكته وخبرته مع فريقه بإيجاد حلول عاجلة لمشكل التوقف المفاجئ وعودة الموقع للعمل باستمرار، وتم الاتصال بعملاء الموقع وتقديم اعتذارات لهم عما حصل.