recent
أخبار ساخنة

قصة نجاح سيدة بدأت من الصفر وتمكنت من تأسيس تعاونية لانتاج الكسكس

 

   يقول المثل " إن على المرء ألا ينسى الجانب الإنساني في تعامله مع الآخرين سواء في حياته العملية أو الاجتماعية. " ويقول مثل أخر " فالحكمة هي أن تعرف ما الذي يجب أن تفعله والمهارة أن تعرف كيف تفعله والنجاح أن تفعله. "

   كانت هذه بعض الأمثلة التي اخترنا أن نفتتح بها قصة نجاح هذا اليوم، وهي واحدة من أجمل قصص النجاح لسيدة استطاعت أن تتحدى الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، حيث بدأت من الصفر ومن لا شيء لتتمكن من تأسيس تعاونية لإنتاج الكسكس.

   حفيظة الفلاحي مواطنة مغربية من جهة مراكش أسفي، رئيسة تعاونية دار الكسكس، بدأت مسيرتها المهنية انطلاقا من تجربتها التي كانت تعيشها، فأبوها كان فلاحا وكانت تلاحظ النساء في العالم القروي كيف يشتغلون، يستيقظون باكرا ويقضون طيلة يومهم في العمل من أجل لقمة عيش.

   انقطعت السيدة حفيظة عن الدراسة سنة 1981 لتتزوج بعد ذلك وتلتحق ببيت الزوجية، فقام زوجها بمساعدتها في تعلم كثير من الأشياء، كتعلم الإعلاميات وقراءة المجلات وهذا ما جعلها لا تشعر كثيرا بانقطاعها عن الدراسة.

   اشتغلت السيدة حفيظة في القطاع الفلاحة لمدة 21 سنة، وبعد ذلك تقدمت باستقالتها منها ( المغادرة الطوعية )، وتزامنت هذه الاستقالة مع برنامج المبادرة الوطنية لدعم المشاريع، فتقدمت في مشروع تقوية قدرات النساء في العالم القروي حيث تم خلق العديد من الجمعيات  والتعاونيات والأنشطة المدرة للدخل منها الكسكس.

   بدأت السيدة حفيظة في تحقيق حلمها شيئا فشيئا، في الأول بدأت فقط في بيت صغير جدا مع بعض النساء من القرية، وكان المنتوج الخام الذي يشتغلن عليه قليل جدا وغير متوفر أحيانا، وبعد إعادة تصنيعه يجدن مشاكل في بيعه وتوزيعه الذي كان يباع بكمية قليلة. لكن هذا لم يضعف عزيمة السيدة حفيظة، فمع برامج الدعم الفلاحي أصبح لديها أدوات ومعدات للتلفيف وأصبحت تشارك في المعارض الفلاحية لترويج منتوجها.

   إن سبب اختيار السيدة حفيظة للنساء في العالم القروي هو أنهم في حاجة الى من يساعدهم ويدعمهم ويقدم لهم يد العون، فهم يمتلكون طاقات ومهارة عالية وهذا يظهر جليا للسيدة حفيظة خلال جلستها معهم أثناء الورشات، فالمواد الأولية الموجودة في العالم القروي هي التي سوف تبرز مواهبهن وطاقاتهن في هذا المجال، وبالتالي أصبحت النساء التي يعملن في تعاونية السيدة حفيظة والتي يقطن في المجال القروي لهن مصدر دخل لإعالة أنفسهن وأبناءهم لإكمال دراستهم.

   فحب السيدة حفيظة للنساء القرية وسهرها على تقديم تكوينات وبرامج لهن لتطوير أنفسهن ليصبحوا منتجين أيضا، هو ما كان يشعرها بالنجاح وكان حافزا لها على الاستمرار في العطاء. تقول السيدة حفيظة أنه " من أراد المساهمة في التنمية عليه أن ينطلق أولا من منزله وقريته ".

   من بين الصعوبات التي واجهتها السيدة حفيظة ونساء القرية التي يشتغلن معها في تعاونية إنتاج الكسكس هي إكراه المناخ الجاف في المنطقة التي يعملن بها، ثم الهيمنة الذكورية لبعض الرجال في القرية ومنع زوجاتهم من العمل.

   فما نجاح السيدة حفيظة في حياتها المهنية إلا انعكاس على نجاحها في إدارة شؤون منزلها وأسرتها، فهي تحاول دائما التوفيق بين البيت والعمل، حيث تستيقظ باكرا للعمل، وتسعى دائما إلى تطوير مشروعها من خلال إدخال الوسائل التكنولوجية الجديدة كمنصات التواصل الاجتماعي للترويج منتوجها، وأيضا سفرها إلى الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في معرض المركز الدولي للزراعات الملحية.

   وفي الأخير فنصيحة السيدة حفيظة للنساء المبتدئات في مجال تأسيس التعاونيات هو الصبر والمثابرة وعدم الاستسلام وقوة العزيمة والإرادة، فمهما كانت العراقيل لا ينبغي العودة إلى الخلف بل يجب الاستمرار بخطوات ثابتة، وتنصح الناس عموما باستهلاك المواد الطبيعية والابتعاد عن المواد الكيميائية.  

google-playkhamsatmostaqltradent